بالحب نحيا

. . المحبة ... عبير سلام .. يسكن الروح وثمرة غضة في شجرة الإيمان تحملها النفوس التي ارتقت بفضائلها فوق أشواك البغض فأصبحت بالحب واحة خضراء.... تنعم تحت ظلالها كل الأرواح التي تآلفت وتناغمت وكان الحب هويتها فأسقطت كل قناع زائف يحجب الرؤيا ، وأسفرت عن وجه المحبة.

المحبة ثروة لاتعادل بالمال .. . ذلك لأنها لاتشترى ولا تباع ، بل هي تهادي بين القلوب .... عن طيب ورضا وسعادة نابعة من الأعماق ... بدون أن نفوز بالمحبة ... لن يكون لأي نجاح طعم تحقيق ثروة .... الحصول على مركز .... تحقيق أمنية .... كل ذلك لاجدوى من وراءه إذا لم نلمحه في وهج الفرح وبريق السرور من خلال عين محبة .. المحبة تواصل وعطاء ومشاركة وتضحية ... بها تفتح القلوب المغلقة .... ولذا كانت أسمى مراتب المحبة بين الناس هي المحبة في الله جاء في الحديث الشريف : ( لاتدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أو أدلكم على شئ أن فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ) إذن المحبة تستدعي السلام والسلام لايكون إلا بالمحبة فما أجدرنا أن نكون دعاة محبة وسلام !! يقال أن الحب يأتي بكل شيء وقد قرأت قصة في هذا المعنى تقول : يحكى أن أمرأة فتحت نافذة بيتها في ظهيرة يوم فرأت ثلاثة شيوخ عليهم هيئة السفر يجلسون عند عتبة المنزل فأخبرت زوجها بذلك وقالت له : ضيفهم للغداء إذ يبدوا عليهم التعب والجوع ، وافق الزوج و خرج ليدعوهم عرفوه بأنفسهم فقال أحدهم : أنا المال وأشار إلى من معه قائلاً : وهذا العلم ... وهذا الحب .... وعليك أن تختار واحدا منا فقط لتدعوه وليس نحن الثلاثة فأستأذن الرجل ليشاور زوجته وأبنته بذلك فقالت له الزوجه : دع المال يتفضل عندنا وسنكون أغنياء ولكن الزوج اعترض وقال : لم لاندعوا العلم لنستفيد .. هنا قالت ابنته : أرى ياأبي وياأمي أن ندعو الحب ليملأ بيتنا بالسعادة التي لاتشترى بمال ولاتحصل بالعلم .. أعجب هذا المنطق الوالد وخرج ليدعو الحب بالدخول .. وحين دخل تبعه المال والعلم معاً أندهش الرجل ...! فابتسم له الحب وقال: لو دعيت العلم أو المال لدخل وحده دوننا ولكن الحب يجلب معه المال والعلم والبركة والسعادة فخير ماطلبت ..... أخوتي .... الحياة قصيرة ، تستحق منّا الحب ، ونستحق ان نحياها ... بالحب